Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

مع نمو الأنظمة الذكية عالمياً، تفتح شبكات الجيل الخامس آفاقاً جديدة لفرص لامتناهية على مستوى الشركات التكنولوجية والتقنية وسائر القطاعات على أنواعها. وبينما ما زالت التجارب قائمة على اتصالات الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدّم، يعتبر عام 2024 نقطة انطلاق أوسع لانتشار الجيل السادس بشكل أسرع خلال السنوات المقبلة.

إن التركيز على نمو وتطوير شبكات الجيل السادس يحتّم ضرورة وجود بنية تحتية رقمية تستجيب لهذا التحول إلى جانب اعتماد التكنولوجيا الحديثة المتمثلة ببرامج الواقع الافتراضي، انترنت الأشياء وغيرها العديد من دون أن ننسى توفير السرعات في نقل المعلومات والبيانات.

تشير الدراسات الأخيرة إلى دخول الجيل الخامس إلى حياتنا لرسم مستقبل الرقمنة. ويتوقع الخبراء أن تنتشر الشبكة على مستوى عالمي بحلول عام 2030. وبالعودة إلى 2023، بلغت قيمة سوق الجيل السادس على مستوى عالمي 6.5 مليارات دولار ومن المتوقع زيادة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالى 37.4% خلال الفترة الممتدة من  2024 لغاية 2030.

 

الشبكة الجديدة ترفع مستوى الإتصالات والإستثمارات

يقف العالم أمام التحولات المستمرة حيث تعِد الشبكات المستقبلية بتأثيرات ملحوظة مع نشر الجيل السادس وابراز مميزاته. على ضوء النمو السريع والثورة التكنولوجية، تزيد الحاجة إلى سرعات أكبر في الانترنت ونقل البيانات وضمان جودة عالية في الاتصال. وبينما لا تزال الأبحاث قائمة حول الجيل الرابع والجيل الخامس، يُحدد قادة القطاع امكانات الجيل السادس  التي تتمثل بخدمة اتصال أسرع بعشر مرات مقارنةً بالجيل الخامس. على ضوء ذلك، من المتوقع أن يحمل عام 2024 الكثير من الخدمات الواعدة على صعيد الرقمنة والتحول الرقمي والبنية التحتية الخاصة بالجيل السادس.

وفي اطار جهود الحكومات للاستجابة إلى هذه التحولات، تُخصص الدول النامية مبالغ طائلة لدعم الجيل السادس ومنها الصين التي تشكّل استثماراتها 40.3% من إيداعات براءات الاختراع العالمية لتقنية الجيل السادس. والجدير بالذكر أن العديد من براءات الاختراع الأخيرة قد تم تقديمها بواسطة شركة هواوي. تليها الولايات المتحدة بنسبة 35.2%، واليابان بنسبة 9.9%، وأوروبا بنسبة 9.9%، وكوريا الجنوبية بحصة 4.2% في إيداعات براءات الجيل السادس العالمية. وفي هذا المجال، تضع منطقة آسيا والمحيط الهادئ نفسها في طليعة سوق الجيل السادس ونشره من خلال تعزيز الالتزام بتطوير التكنولوجيا والحلول الذكية.

وفقاً للدراسات، تقدر قيمة القطاع بـ 5.1 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 34.2% حتى بداية عام 2030. وفي هذا السياق، لن تقدم شبكات الجيل السادس اتصالات عالية الجودة والكفاءة  فحسب، بل ستتكامل أيضاً مع عصر الذكاء الاصطناعي وأنظمة الكمبيوتر والحلول التقنية. وهذا يؤكد أن مستقبل الاتصالات يعتمد على وجود بنية تحتية مناسبة مصحوبة باتصال قوي وخدمات مرنة.

ونظراً للتحولات البارزة، يعمل مزودو الخدمات والمشغلون على وضع قائمة المشاريع وفقاً لأولويتها بما يخدم نمو شبكة الجيل السادس وبهدف إنشاء إطار يتوافق بمرونة مع النظام الايكولوجي بأكمله وتحديد الرؤية المستقبلية في هذا المجال. ومع ذلك، عوامل عدّة قد تظهر وقد تكون من الأسباب التي تعيق هذا التحول وتؤخر مراحل التطور والتقدّم.  

 

تحديات الجيل السادس: بين الممكن والمستحيل

على رغم التطورات المتوقعة في ظلّ توسع نطاق شبكات الاتصالات والتقدّم بعملية نشر الجيل السادس، إلا أن تحديات عدّة تواجه الشركات المعنيّة والقطاع بالاجمال تتطلّب الدراية الكاملة لمواجهة هذه المشاكل وتوفير أعلى قدر ممكن من السرعة المنتظرة من الجيل السادس.

في حين أن أكثر من 95% من سكان العالم لا يزالون مشمولين بشبكات الهاتف المحمول من الجيل الثالث، فإن العديد من المناطق في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط تنشر بنشاط شبكات الجيل الخامس والجيل السادس لديها، وتسعى جاهدة لاتاحة الظروف المثالية تلبيةً للطلب المتزايد والاستجابة إلى توقعات العملاء والمستخدمين في الوقت الآني. فما هي التحديات المرتقبة على المدى المنظور رغم تحسينات سرعة الاتصال وتوفر تجربة فائقة في مختلف القطاعات؟

تحديد قدرات الذكاء الاصطناعي: بين متطلبات الشبكة وخدمات الذكاء الاصطناعي، تواصل شركات الاتصالات جهودها لتوفير السرعة والموثوقية. فكلما زاد انتشار شبكة الجيل السادس، زادت صعوبة تحقيق الأتمتة بنسبة 100% في كل من القطاعين العام والخاص. هذا الأمر يستدعي تسخير إمكانات أكبر مخصصة لأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على التفاعل المتزايد مع الشبكات اللاسلكية بشكل كامل.

التردد العالي: تشكّل الترددات العالية أحد أهم التحديات التقنية. بينما تعمل شبكات الجيل الخامس في نطاق الترددات دون 6 جيغاهرتز، فمن المتوقع أن توفر شبكات الجيل السادس ترددات أعلى تفوق 100 جيغاهرتز لخفض زمن الوصول وزيادة السعة وضمان تغطية أفضل. ونظراً لارتفاع فقدان المسار المرتبط بالترددات الأعلى مقارنةً بالترددات المنخفضة، فإن الحفاظ على الأداء في هذه الترددات يتطلب زيادة في استهلاك الطاقة. هذا الأمر يشكّل تحدياً كبيراً في ما يتعلق بكيفية تطبيق عملية تصميم الأجهزة في أنظمة الجيل الخامس كونها تتطلب تحسين استهلاك الطاقة على الرغم من انخفاض الطلب على الطاقة التشغيلية نسبياً.

تطبيق بروتوكول الأمان: في ظلّ العصر الرقمي، تتطلب شبكات الجيل السادس معايير عالية من البروتوكولات الأمنية، والتي تلعب دورها في تسريع التطور الرقمي. مثل أي شبكة لاسلكية أخرى، يمكن أن تتعرّض البيانات إلى خطر القرصنة بسبب أي نوع من البرمجيات. ولمواجهة هذا التحدي الأمني، ستحتاج أنظمة الجيل السادس إلى الاستفادة من التدابير المعززة لبناء نظام حماية جيّد.

غياب الكفاءة ونقص المهارات: لأن التحول الرقمي أولوية، تركز الحكومات على تطوير مراكز خاصة بالبيانات، اتاحة اختصاصات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وتحسين شروط الاتصال في المناطق كافة؛ بالاضافة إلى دعم المهارات المرتبطة بهذا المجال وسدّ الفجوة الرقمية.

ما يجري حالياً بشأن انترنت الجيل السادس هو مجرّد وضع معايير فنية وتقنية موحّدة للشبكة للاستفادة القصوى منها على مستوى الأعمال والاقتصاد وحالات الاستخدام أيضاً. ورغم أن الحديث فعلياً عن تطبيق الجيل السادس ما زال قيد البحث باعتبار أن عدداً كبيراً من المستخدمين الحاليين لم تتَحْ لهم بعد خدمات الجيل الخامس كاملةً، باعتبار أن هاتفاً واحداً من أصل سبعة هواتف بالعالم يأتي مزوّداً بالجيل الخامس. ومن المتوقع أن يكون لانترنت الجيل السادس تأثيره على الأجهزة المتصلة وخصوصاً في المدن الذكية فضلاً عن العائدات التي قد يحققها. تتيح شبكات الجيل السادس فرصة جديدة لنمو قطاع الاتصالات وتطوّر التكنولوجيا حول العالم فهل يتمكّن الخبراء من معرفة سبل استخدام هذه الشبكة وتحديد طرق تطبيقها بحلول عام 2030؟