Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

تسرّع شركات الاتصالات استخدامها للذكاء الاصطناعي فهي تعود إلى القطاعات الحيوية التي تدمج الابتكار والتطور في عملياتها التشغيلية. انطلاقاً من ذلك، يتقدّم قطاع الاتصالات على غيره من القطاعات فهو يتمتع بقدرات فائقة تحدث نقلة نوعية في جوانب عدّة من العمليات التشغيلية.

يواجه معظم مزودي خدمات الاتصالات ركوداً في الايرادات ومعدلات الربح السنوية مما يحدّ من قدرتهم في الاستثمار لتحقيق النمو. نتيجة ذلك، لم تحقق شركات الاتصالات تقدماً ملحوظاً منذ عام 2018، عكس المنصات الرقمية التي ازدهرت مع تطور الذكاء الاصطناعي ودخول برمجياته إلى حياتنا واعتمادنا عليه في كافة نشاطاتنا اليومية. يعتقد 94% من شركات الاتصالات أنه سيكون للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثيره على الاعمال خلال السنوات الخمس المقبلة. كما تؤمن بأن معظم العمليات التشغيلية ستكون أسهل مع تحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة. هذا ويلعب الذكاء الاصطناعي التوليدي دوره في ادارة المخاطر وضمان مرونة في الأعمال. ولا يقتصر اعتماد الذكاء الاصطناعي على الشركات الكبرى فقط، بل تشهد الشركات الصغيرة والمتوسطة ثورة حقيقية في هذا المجال مع اعتماد التقنية بشكل أكبر لتحسين أداء الشبكة ودعم العملاء أيضاً. إذاً كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في مجال الاتصالات وما تأثيراته الملموسة على المدى القريب؟ خصوصا وأن لا تزال فرصة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في بدايتها ويُعد تطبيقه على نطاق واسع التركيز الأكبر اليوم من قبل شركات الاتصالات لاعتماده في حالات استخدام متعددة.

 تستفيد شركات الاتصالات من الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات المناسبة، ادارة المخاطر، تنفيذ الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف

تعزيز كفاءة الاتصالات مع الذكاء الاصطناعي

تستفيد شركات الاتصالات من الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات المناسبة، ادارة المخاطر، تنفيذ الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف. كما تستفيد شركات الاتصالات من جوهر الروبوتات والأنظمة الذكية لادارة العمليات اليومية بشكل مستقل. كما يمكن التعامل مع عدد أكبر من البيانات من خلال الذكاء الاصطناعي واكتشاف المشاكل بشكل مسبق. فإن شركات الاتصالات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تخفّض بين 25% إلى 30% من تكاليفها للصيانة بينما تزيد قدرتها على ادارة المشاريع بين 30% إلى 40%. تحقق شركات الاتصالات قيمة مضافة من خلال الذكاء الاصطناعي مع ما توفره هذه التقنية من تحليلات مبتكرة تسهل الأعمال على مختلف المستويات. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، تتقدم خدمات الذكاء الاصطناعي، فهو يفرض معايير جديدة في قطاع الاتصالات. أما الشركات التي بدأت تعتمد الذكاء الاصطناعي مؤخراً، فلمست تغييرات ملحوظة وايجابية في التسويق ورفع المبيعات التي تصل زيادتها إلى نسبة 15% مع تخصيص الرسائل المستهدفة، وتوقع سلوك الأفراد ومراقبة تفاعلاتهم وخدمة العملاء وطرح توصيات تلبي متطلبات السوق بشكل مستمر.  

يستخدم ممثلو خدمة العملاء نماذج لغوية لمساعدة العملاء مما يحسّن مشاركتهم من جهة ويساعد فرق الصيانة على اكتشاف المشكلة بشكل أسرع من جهة أخرى.

في هذا الاطار، تتعاون شركات الاتصالات في المنطقة مع عمالقة التكنولوجيا العالمية لتعزيز خدمات الذكاء الاصطناعي لديها وتحسين الاتصال أيضاً. فقد تعاونت شركة "دو" مع مايكروسوفت لتعزيز عملياتها التشغيلية واستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لدفع الابتكار في الشركة. تأتي هذه الخطة ضمن رؤية شركة "دو" بتحقيق التحول الرقمي من خلال استخدام أحدث التقنيات المدعومة من الذكاء الاصطناعي لرفع مستوى التواصل والاتصال مع العملاء والارتقاء بالكفاءة التشغيلية. واعتبر دييجو كامبيروس، الرئيس التنفيذي لقطاع أعمال العملاء وقنوات التواصل في "دو"، إن التعاون هذا يضع معايير جديدة في خدمة العملاء وزيادة مستوى الكفاءة التشغيلية لمستويات غير مسبوقة.

وفي اطار تعزيز التجارب الرقمية وتوفير أحدث التقنيات، وقعت "زين السعودية" مذكرة تفاهم مع شركة هواوي لتسريع عمليات الابتكار في شبكات الاتصالات. من خلال هذه المذكرة، سينشر كل من هواوي و"زين السعودية" حلولاً متطورة يرتكز عملها على الذكاء الاصطناعي للارتقاء بتجربة العملاء ويوفر خدمات أسرع وأكثر موثوقية لشبكات الهاتف المحمول. يساهم هذا التعاون بتقديم أفضل الحلول وتعزيز عمل الشبكات الذكية بما يخدم التحول الرقمي لتجربة رقمية مميّزة. ان الشبكات المدعومة من الذكاء الاصطناعي تعمل على تحسين كفاءة العمليات التشغيلية وتساعد على الاستجابة إلى متطلبات العملاء بسرعة ودقة مما يضمن استمرارية العمل دون ساعات انقطاع أو توقف كامل.

من جهتها، تؤمن شركة فودافون عمان بأن الذكاء الاصطناعي يشكل عاملاً أساسياً في صياغة قطاع الاتصالات. وتعمل الشركة على دمج هذه التقنية بكل عملياتها التشغيلية لتحسين كفاءة الخدمات ورفع مستوى الأمان وتقديم تجربة رقمية مميّزة للمشتركين.

تسخّر أيضاً شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" أعمالها لتوسيع أعمالها واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات ونشر الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل أساس.

وبهدف تحسين تجربة العملاء، أطلقت شركة أمنية خدمة تحليل المكالمات بالذكاء الاصطناعي الخاصة بمراكز خدمة العملاء لتوفير حلول اتصالات عالية المستوى وتقديم قيمة مضافة للعملاء بما يتماشى مع استراتيجية الشركة لتعزيز عملية التحول الرقمي في الأردن. وتقدم خدمة تحليل المكالمات بالذكاء الاصطناعي تقارير مفصلة للمحادثات بين الموظف والعملاء ومراقبة تعليقاتهم لأفضل خدمة.

 مع استخدام الحلول الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن لشركات الاتصالات تحقيق مستوى عالٍ من التشغيل الذاتي العملي

أهمية الذكاء الاصطناعي على مستوى العمليات التشغيلية

مع استخدام الحلول الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن لشركات الاتصالات تحقيق مستوى عالٍ من التشغيل الذاتي العملي. سيقودنا هذا الواقع إلى عصر جديد من مراحل عمل الشبكات الذاتية والمستقلة اللامركزية. ولا تقتصر أهمية الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات على التطبيقات المتصلة فقط بل تمتد إلى كل جوانب الأعمال.

لكن للوصول إلى كامل امكانات الذكاء الاصطناعي في الاتصالات، لا بد من بناء ثقة في تطوير هذه التقنية وتوسيع نطاق استخدامها. ولذلك من الضروري مراعاة كل العناصر المطلوبة لدمج الذكاء الاصطناعي بطريقة ناجحة من جهة والحفاظ على أمن العمليات المدمجة بالأنظمة الذكية كذلك.

يتطلب تسريع التحول القائم على الذكاء الاصطناعي ممارسات أساسية إضافية، مثل تحديد مشكلة العمل

تستعين شركات الاتصالات بالذكاء الاصطناعي لطرحها شبكات الجيل الخامس وتوفير اتصال أسرع وامكانية أكبر لتوصيل عدد أكبر من الأجهزة الذكية بالانترنت. تدير شركات الاتصالات التي تعتمد الذكاء الاصطناعي شبكات الجيل الخامس بشكل أفضل من خلال تعزيز أمنها وضمان صيانتها بوتيرة دائمة. كما يساعد الذكاء الاصطناعي في كشف مشاكل الشبكة وايجاد الحلول المناسبة لتعزيز تجربة المستخدمين وتسهيل تنقلهم بين موقع الكتروني وآخر أو منصة رقمية وأخرى على الهواتف.

يتطلب تسريع التحول القائم على الذكاء الاصطناعي ممارسات أساسية إضافية، مثل تحديد مشكلة العمل بوضوح منذ البداية، ومراجعة تسلسل حالات الاستخدام بانتظام. وتشمل الاستراتيجيات الأساسية الأخرى تبني عملية تكرارية تُعطي الأولوية للتقدم، مما يسمح بتحسين الخدمات باستمرار، والتركيز على التكامل المرن بين الأنظمة القديمة والأنظمة الجديدة.  

تحديات الذكاء الاصطناعي في الاتصالات

رغم الخدمات التي يوفرها تواجه شركات الاتصالات تحديات في تبني الذكاء الاصطناعي الذي يتطلب بعض الشروط والنماذج العملية التي تترافق مع هذه التقنية:

الاستثمار بالحلول الرقمية: يتطلب تبني الذكاء الاصطناعي في شركات الاتصالات الاستثمار بالحلول الرقمية والنماذج اللغوية الكبيرة لخدمة العملاء وتحسين الكفاءة. كما يغطي الاستثمار في هذا المجال تطوير الآلات المعتمدة والأجهزة الالكترونية المتصلة لتشكيل قاعدة متينة لاعتماد الذكاء الاصطناعي.

تطوير البنية التحتية: تستخدم معظم الشركات البنية التحتية القديمة التي لا تتوافق مع قدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة. انطلاقاً من ذلك، على شركات الاتصالات العمل على تحقيق التناغم والانسجام بين الأنظمة القديمة والأنظمة الحديثة وادراج تقنيات جديدة تحمل الحلول الرقمية والبنية التحتية للتكنولوجيا وأتمتة الخدمات والتعلم الآلي.

ندرة المهارات التقنية: يشكّل غياب المهارات التقنية أو ندرتها تحدياً كبيراً بوجه شركات الاتصالات التي تسعى إلى مواكبة العصر الذكي. فللتحول إلى الأنظمة الحديثة واعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، يجب على شركات الاتصالات العمل على تطوير مهارات اليد العاملة لديها وتحسين أدائها في العمل للتكيّف مع هذه التقنية والتعامل معها في كل الظروف وادراك كيفية الاستفادة من كل الخدمات التي توفرها لخدمة الشركة.

ماذا في المستقبل القريب؟

مهما اختلفت الآراء ومهما كانت مرحلة الانتقال إلى الحلول الرقمية صعبة أو معقدة، لا يمكن غض النظر عن مكانة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا على المستوى الاجتماعي والعملي. سيكون للشبكات الذاتية دور أهم مع زيادة حركة البيانات مما يتطلب مراقبة دائمة لمنع تباطؤ الخدمة. وفي وقت نستعد فيه إلى توسع الجيل السادس، سيكون من الضروري تسريع حلول الاتصالات المدعومة من الذكاء الاصطناعي.