Advertisement

منتهي الصلاحية
تقارير وتغطيات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

بسرعتها الفائقة وذكائها الخارق، تأخذ روبوتات الدردشة اهتمامنا وهي تُعد احد أهم اتجاهات المجتمعات والعمليات المستقبلية. أما القيود المفروضة على عمالقة التكنولوجيا والطلب المتزايد على سرعة الخدمة والكلفة التشغيلية المرتفعة، كلها أسباب تعزز وجود الروبوتات في مختلف القطاعات وعلى مختلف الأصعدة.

هي ليست من الخيال بل أصبحت حقيقة، انها روبوتات الدردشة التي تسيطر اليوم على الأسواق العالمية، تستثمر بها المؤسسات والشركات بشكل متزايد مع اندلاع ثورة الذكا الاصطناعي. وعند التحقق من أهمية روبوتات الدردشة على أرض الواقع، يجد أغلب المستهلكين أن في استخدام روبوتات الدردشة فائدة قصوى في تسهيل الأعمال بدلاً من الانتظار طويلاً. كما يمكن لروبوتات الدردشة حل المشاكل بسرعة أكبر مقارنةً بالانسان. ومن خلال مراقبة الواقع الحالي، يمكن تقدير حجم سوق الدردشة الآلية للسنوات المقبلة حيث من المتوقع أن يصل إلى 20 مليار دولار بحلول 2029. كما من المتوقع أن يصل الانفاق العالمي على برامج المحادثات الآلية إلى 72 مليار دولار بحلول 2028 مع قدرتها على التفاعل أكثر مع مختلف متطلبات العملاء والاجابة على كل استفساراتهم. فكيف سيبدو المستقبل القادم بالنسبة للروبوتات الحديثة؟

من المرجّح أن يستمر هذا السوق بالنمو خلال العقد المقبل. وتعمل الشركات في القطاعين العام والخاص على التكيّف مع برامج المحادثة الآلية

رؤية مستقبلية لسوق برامج الدردشة الآلية

لا يمكن حصر نمو روبوتات الدردشة السريع بزمن معيّن بل من المرجّح أن يستمر هذا السوق بالنمو خلال العقد المقبل. وتعمل الشركات في القطاعين العام والخاص على التكيّف مع برامج المحادثة الآلية والتركيز على هذا النوع من الروبوتات والاستفادة من ميزاته. توفر منصات الدردشة الآلية للشركات القدرة على تحليل المعلومات والبيانات واستقبال تدفق أكبر للأعمال من خلال التعلم الآلي والبرمجيات المدعومة من الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً. كما تعتبر روبوتات الدردشة الحل المثالي للجهات التي تبحث عن التفاعل أكثر مع العملاء وتطبيق الحلول بسرعة وموثوقية. كما توفر روبوتات الدردشة نهجاً جديداً في الأعمال لزيادة الانتاجية والكفاءة في العمليات التشغيلية والأرباح السنوية. وفي هذا السياق، يُفيد متخصصون في التسويق ورجال الأعمال أن استخدام روبوتات الدردشة يسهّل الحصول على معلومات دقيقة أكثر، كما يعزز التفاعل بينهم والعملاء والاستجابة الفورية لهم وحصولهم على اجابات سريعة لكل الأسئلة التي يطرحونها. فإن الانتظار لفترة طويلة للحصول على رد من الشركات لم يعد بوارد المستخدمين والعملاء الذين يبحثون عن السرعة في كل نشاطاتهم وهذا الجزء الأهم الذي توفره التكنولوجيا وحلولها بكل أشكالها.  

تتنوع أهداف روبوتات الدردشة وأعمالها فهي قناة وصل وتواصل فورية بين الشركات والعملاء. معظم العلامات التجارية العالمية تفضّل تطبيقات الدردشة الآلية لتقديم خدمة العملاء في الوقت الآني. ويتوقع مديرو التسويق من مختلف أنحاء العالم أن تدخل روبوتات الدردشة في جميع المجالات التسويقية خلال السنوات المقبلة فتصبح جزءاً لا يتجزأ من العمليات التجارية الرقمية.

يجيب روبوت الدردشة إلى نحو 80% من الاستفسارات والأسئلة اليومية كما أنه يوفر على الشركات نحو 30% من التكاليف المالية لدعم العملاء. هذا ويتعامل روبوت الدردشة مع كامل المحادثة خلال 70% من الوقت أي معالجة عدد أكبر من المشاكل. نحو 90% من العملاء يصفون تجربتهم مع روبوت الدردشة بالايجابية مقارنةً بالتعامل مع وكيل بشري من الشركة. كما تفضّل النسبة الأكبر من العملاء اليوم التعامل مع برامج آلية للتحقق من أي شيء بدلاً من التفاعل البشري. أما في الحكومات التي تميل نحو استخدام التكنولوجيا في عملياتها، فتزيد نسبة المواطنين لديها الذين يستخدمون روبوت الدردشة للوصول إلى حلول أكثر ابتكاراً وهذا ما يميّزها عن الحكومات التي لا تزال تعتمد الطرق التقليدية قي الأعمال.

 ترتكز حكومة شات بوت على الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفاعل بين المواطنين والحكومة من خلال المواقع الالكترونية والتطبيقات الذكية والمنصات على الهاتف المحمول

حكومة Chatbot تحاكي العصر الرقمي

ترتكز حكومة شات بوت على الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفاعل بين المواطنين والحكومة من خلال المواقع الالكترونية والتطبيقات الذكية والمنصات على الهاتف المحمول. تتميّز خدمات هذه الحكومة بسرعة الاستجابة، القدرة في التعامل مع عدد أكبر من البيانات والطلبات خلال فترة زمنية واحدة وتوفير الجهد على الموظفين. وأكثر حالات الاستخدام لروبوتات الدردشة الحكومية تنقسم بين اكتشاف الثغرات التقنية في المعلومات واصلاحها، الاستجابة إلى الاستفسارات المتواصلة والوصول إلى السياسات الداخلية. في الوقت نفسه، تتعامل حكومات شات بوت مع حالات الطوارئ مع توفير أحدث المعلومات للعملاء.

إلى جانب ذلك، تزيد روبوتات الدردشة الكثير من الفوائد والكفاءة في أعمال الحكومات التي يمكنها تأمين التواصل بأكثر من 80 لغة دون أي حواجز لغوية أو تدريبات مسبقة. هذا وتتميز باستجابتها الفورية وخدمتها للمواطنين على مدار الوقت مع امكانية الوصول مجاناً إلى كل المعلومات.   

تُقدر قيمة الايرادات التي سيضيفها الذكاء الاصطناعي على اقتصاد منطقة الشرق الاوسط بحلول عام 2030 بنحو 320 مليار دولار. ويبدو أن أكثر الحكومات نجاحاً هي التي تعتمد البرامج الآلية وروبوتات البرمجة في أعمالها مما يتوافق مع الواقع الجديد والعصر الرقمي السريع.

انضمت حكومات المنطقة إلى هذه الثورة مع تعزيز حضور روبوتات الدردشة لاتمام الخدمات العامة بكفاءة عالية. فمع الثورة الرقمية، تسارع اعتماد روبوتات الدردشة من قبل الجهات الحكومية والمؤسسات مع توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات عدّة.

الامارات العربية المتحدة:

تتعامل مثلاً الامارات مع هذا التطور من خلال تلبية متطلبات العملاء بواسطة روبوت الدردشة. كما تبرز التقارير ساعات الوقت والعمل التي توفرها البرامج الآلية من خلال تبني روبوت الدردشة في العمليات التشغيلية مما أدى إلى تحسين الانتاجية والتحول إلى اقتصاد رقمي قائم على الابتكار والمعرفة الرقمية. من جهتها، تعلن المستشفيات أيضاً في الامارات عن تزويد الفرق الطبية العاملة لديها بروبوت دردشة لتقديم خدمات عدّة في الرعاية الصحية. هذا وأطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي برامج دراسات عليا في مجال علم الروبوتات استجابة للطلب المتزايد على الحلول المبتكرة. وتستعين الامارات بروبوت الدردشة في المختبرات، الجامعات، المؤسسات العامة وصولاً إلى محطات المترو والمطارات والأماكن العامة التي تكون فيها الحركة مزدحمة للقيام بالمتطلبات اللازمة وتسهيل عمل الموظفين.

 المملكة العربية السعودية:

تستقطب المملكة العربية السعودية استثمارات بمليارات الدولارات بمجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والروبوتات الذكية. ويُعد هذا الاتجاه نقطة محورية بنمو الاقتصاد الرقمي في المنطقة حيث تمثل المملكة العربية السعودية 50% من نسبة هذا النمو في المنطقة والتي تصل إلى 73% أي 260 مليار دولار. ويُعد روبوت الدردشة مهماً في سدّ الفجوة الرقمية وتمكين الرقمنة في البلاد والمساهمة بتقدم قطاع التكنولوجيا الذي من المؤكد زيادة الاستثمارات فيه خلال السنوات المقبلة. وتكشف الدراسات عن اتجاه المواطنين في السعودية إلى استخدام روبوتات الدردشة لتسهيل أعمالهم كما أننا نشهد على تبني العديد من الشركات محلياً هذه الروبوتات لدعم مشاريعها المستقبلية والحالية بما يتماشى مع الواقع الجديد.

قطر:

تشمل رؤية قطر 2030 تطوير الحلول الرقمية وبما فيها روبوتات الدردشة التي تقدم مجموعة محسّنة من الخدمات. تدعم روبوتات شات بوت المستخدمين على مدار الوقت مما يعزز ريادة قطر الرقمية والتنمية المستدامة وتمنح الوصول السهل إلى الخدمات. ووفقاً للخبراء بمجال التقنية، سيؤدي التوسع بصناعة روبوت شات بوت في قطر إلى تعزيز كفاءة العمليات التجارية في البلاد وتسهيل عمليات التواصل والاتصال وتحسين العمليات التشغيلية. وترى قطر ان الاستثمار بتطوير روبوتات الدردشة في دمجها في القطاعات هو من أهم الاتجاهات التي يجب اتخاذها مما يتطلبه السوق والخطط الرامية إلى تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة والوصول إلى أهداف الحكومة المستقبلية.

  تبدو روبوتات الدردشة في الأساس أداة لتسهيل الأعمال

مخاطر روبوت شات بوت هل يمكن معالجتها؟

تقودنا التكنولوجيا إلى مرحلة جديد تزيد فيها التساؤلات حول الأدوات المطلوبة والاستراتيجيات التي يجب أن تُعتمد وعن كيفية ترتيب الأولويات لتناسب حاضرنا. تبدو روبوتات الدردشة في الأساس أداة لتسهيل الأعمال تتعدد من خلالها حالات الاستخدام وتحتاج في المقابل إلى الصيانة والرعاية. فما المخاطر التي تمثلها وكيف يمكن تجنّبها؟

بينما يشجّع البعض نمو التكنولوجيا، يتخوّف البعض الآخر من الاعتماد المفرط على الحلول الرقمية والتطبيقات الذكية، فكيف اذا دخلت روبوتات شات بوت إلى نمط حياتنا اليومي. رغم التقدم الملحوظ في هذا المجال، لا تزال نسبة كبيرة من المستخدمين تفضّل الأساليب التقليدية بدلاً من التحدث مع روبوت لانجاز الأعمال. بينما يعتقد جزء آخر أن اعتماد روبوت الدردشة قد يعرّض المستخدم إلى اختراقات أكثر خطورة.

أما على مستوى الشركات، فهي أيضاً تحتاج إلى تعديل استراتيجايتها لاستخدام برامج المحادثات الآلية وتوظيف المهارات والكفاءات المطلوبة لتحسين تجربة العملاء.

التحديات المالية: تواجه الشركات تحديات في تبني البرمجيات الآلية فيتوجب عليها الاستثمار بالمليارات سنوياً وقد تكون غير قادرة على تحمّل هذه الأعباء على المدى الطويل. هذا الأمر يخلق فجوة كبيرة بين الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة.

- انتهاك الخصوصية والمعلومات الشخصية: تتعامل روبوتات الدردشة مع عدد هائل من البيانات يومياً والمواقع الالكترونية. هذا الأمر يعرّض المستخدم إلى انتهاكات متكررة في حال لم يتم اتخاذ القرارات المناسبة.   

- تحديث البرمجيات: من المهم عند استخدام شات بوت الحرص على تحديث البرمجيات بشكل متواصل على مدار السنة فإن اعتماد البرمجيات القديمة ممكن أن تغذي التهديدات الالكترونية وتدعم وجودها بشكل متكرر.

- حماية البيانات: الحرص المتواصل على حماية البرمجيات وتحديد التهديدات الاستراتيجية واتخاذ القرارات المناسبة لمعالجة الهجمات السيبرانية والحدّ منها ومتابعة الثغرات التقنية للتصدي لها.

تثير روبوتات الدردشة جدلاً واسعاً حول مكانتها الحالية ومستقبلها في الاسواق العالمية. ويرى الخبراء أن اعتماد هذه البرمجيات لن يقتصر فقط على تسهيل مهام الأفراد بل ستستعين بها المؤسسات ووكالات التوثيق وغيرها من الشركات الطامحة إلى خوض غمار التجارب الرقمية واسعة النطاق.

من المتوقع أن يرتفع الانفاق العالمي على روبوتات الدردشة في كافة انحاء دول العالم ليصل إلى 72 مليار دولار بحلول 2028. فمثلاً تتوقع شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن اي آي" أن تتضاعف إيراداتها ثلاث مرات لتسجل 12.7 مليار دولار خلال العام الجاري. فهل ستهيمن الروبوتات على البشر من الآن فصاعداً مدفوعة بنمو الايرادات السنوية؟